بعد مقتل حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، في غارة جوية إسرائيلية على بيروت، يبرز سؤال محوري حول مستقبل الحزب ومن سيخلفه في القيادة. وقد تم الإعلان عن مقتل نصر الله من قبل الجيش الإسرائيلي، مما أثار جدلاً واسعاً حول تداعيات هذا الحدث.
من يخلف حسن نصر الله؟
مع غياب نصر الله، تتجه الأنظار إلى ثلاثة أسماء رئيسية:
1. هاشم صفي الدين
يعتبر هاشم صفي الدين أحد أبرز المرشحين لخلافة حسن نصر الله في قيادة حزب الله، ويبلغ من العمر 60 عامًا، وهو ابن خالة نصر الله وصهر قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس الإيراني. ينتمي إلى عائلة ذات نفوذ داخل الحزب.
يشغل صفي الدين منصباً مهماً في الشؤون السياسية لحزب الله، وهو عضو بارز في "مجلس الجهاد". هذه المناصب تعكس تأثيره في اتخاذ القرارات الاستراتيجية، كما أنه معروف بمواقفه العدائية تجاه الولايات المتحدة وإسرائيل، حيث صرح بعد مقتل قائد آخر في الحزب في يونيو 2024 بتهديدات واضحة ضد العدو، مشيراً إلى تصعيد كبير، ومصنّف على لائحة الإرهاب الأمريكية منذ عام 2017، مما يبرز التحديات التي سيواجهها في حال توليه القيادة، وصفي الدين يمثل خياراً يرتكز على الاستمرارية في النهج العسكري والسياسي للحزب، مما يجعله مرشحاً قوياً في المرحلة المقبلة.
2. نعيم قاسم
يعد نعيم قاسم هو أحد المرشحين البارزين لخلافة حسن نصر الله في قيادة حزب الله، ويبلغ من العمر 71 عامًا، وقد شغل منصب نائب الأمين العام منذ عام 1992، مما يمنحه خبرة واسعة في إدارة شؤون الحزب، ويتولى قاسم مسؤولية متابعة العمل النيابي والحكومي لحزب الله، وهو يُعتبر أحد أبرز منظري الحزب وله تأثير كبير في صياغة الخطاب السياسي والعسكري.
وبعد سلسلة من الهجمات الإسرائيلية على قوات الحزب، أعلن قاسم أن حزب الله دخل "مرحلة جديدة" من المواجهة، مشدداً على أن التهديدات الإسرائيلية لن تثني الحزب عن أهدافه، كما حذر قاسم من أن أي حرب شاملة مع إسرائيل قد تؤدي إلى نزوح جماعي بين الإسرائيليين، مؤكداً استعداد الحزب لمواجهة كل السيناريوهات العسكرية، ويعد قاسم شخصية محورية في حزب الله، ويمثل استمرارية في النهج القتالي والسياسي للحزب، مما يجعله مرشحاً قوياً في المرحلة القادمة.
3. محمد يزبك
محمد يزبك هو أحد الأسماء البارزة المرشحة لخلافة حسن نصر الله في قيادة حزب الله، ويبلغ من العمر 74 عامًا وهو أحد مؤسسي حزب الله. يمتلك خبرة واسعة في العمل داخل الجماعة، كما أنه يشغل منصب رئيس الهيئة الشرعية وعضو مجلس الشورى في الحزب، مما يمنحه نفوذاً كبيراً في اتخاذ القرارات الداخلية.
ويُعتبر ممثل المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، في لبنان، ولديه دور رئيسي في إدارة الدعم المالي المقدم من إيران لحزب الله، ويُعرف يزبك بتوجيهاته لمقاتلي الحزب، حيث دعا سابقاً إلى مواجهة "الجهاديين" في سوريا لدعم نظام بشار الأسد، وفرضت عليه وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات في عام 2021 بسبب اتهامات تتعلق بتهريب الأموال لدعم مؤسسة القرض الحسن التابعة لحزب الله.
مستقبل حزب الله
تحديد خليفة نصر الله سيكون له تداعيات كبيرة على مستقبل الحزب ومكانته في المنطقة. القيادة الجديدة ستواجه تحديات عديدة، بما في ذلك كيفية الحفاظ على توازن القوى مع إسرائيل والولايات المتحدة، فضلاً عن إدارة العلاقات مع إيران.
ويبقى السؤال مفتوحاً حول من سيتولى قيادة الحزب في المرحلة المقبلة. الخيارات المتاحة تعكس التوجهات المختلفة داخل الحزب، ويبقى القرار بيد القيادة والداعمين الإيرانيين في انتظار التطورات القادمة.
تابع أحدث الأخبار عبر
