لايزال الإدمان يمثل الخطر الداهم الذي قد يعصف بالأسرة والمجتمع ككل، ويدفع الأطفال ضريبة تلك الأفعال المشينة التي ينفذها الأب تجاههم ليس لسبب معين سواء أن إدمانه لتلك السموم والتي سلبت عقله، فبدلا من أن يكون الأب درع الأمان لأبنائه يتحول لمصدر لعذابهم وحش لا ينهي الإدمان حياته فحسب بل يكون أشد خطورة علي من حوله.
ففي حادثة مأساوية بمدينة فرشوط بمحافظة قنا، ألقت الأجهزة الأمنية القبض على أب مدمن مخدر "الشابو" بعد أن ارتكب جريمة بشعة في حق ابنته الصغيرة، البالغة من العمر 8 سنوات.
تعذيب جسدي ونفسي
تلك الطفلة التي كان من المفترض أن تجد في بيتها حضن الأمان والدفء، عاشت كابوسًا من التعذيب الجسدي والنفسي على يد والدها، الذي تجرد من مشاعر الأبوة بفعل إدمانه المخدرات.
صراخ لم يُسمع
الطفلة "أ.ع.م"، التي لم تعرف من طفولتها سوى الألم والدموع، كانت تُضرب بشكل مبرح وتُحتجز داخل غرفة مظلمة في المنزل، محرومة من أبسط حقوقها في الحياة الطبيعية، لم يعرف جيرانها بواقعها الأليم إلا بعد وقت طويل، حينما انتبهوا لصراخ الطفلة المتواصل وصوت الألم الذي كان يملأ المنزل.
جريمة كشفها الجيران
حيث قام أحد الجيران بابلاغ الأجهزة الأمنية والتي حضرت علي الفور برفقة لجنة من حماية الطفل، إلى منزل الأب المتهم، المشهد الذي واجهته القوات كان صادمًا؛ طفلة هزيلة، مكسورة الروح، تظهر على جسدها آثار الضرب والكدمات، وحزن عميق على وجهها، تم نقلها بسرعة إلى المستشفى لتلقي العلاج الطبي والنفسي.
وأكدت التحقيقات الأولية أن الأب "ع.م" كان تحت تأثير مخدر "الشابو"، الذي دفعه إلى ممارسة العنف المفرط ضد ابنته دون أي مبرر سوى إدمانه، وجرى تحرير محضر بالواقعة، وأُخطرت النيابة العامة التي كلّفت إدارة البحث الجنائي بمواصلة التحريات لكشف المزيد من التفاصيل حول هذه الحادثة المأساوية، وقررت النيابة العامة بحبس الأب المتهم 4 أيام احتياطيا على ذمة التحقيقات، وطلبت النيابة صحيفة الحالة الجنائية للمتهم واستعلمت عن الحالة الصحية الطفلة ضحية تعذيب والدها تمهيدا لسماع أقوالها ولا تزال التحقيقات مستمرة.
