لليوم الثاني على التوالي يواصل الجيش الإسرائيلي غاراته على جنوب لبنان، ضمن هجوم يعد هو الأعنف والأشد منذ الحرب التي دارت بين حزب الله وإسرائيل في عام 2006.
إسرائيل تطلق عملية سهام الشمال على لبنان
المشهد اللبناني لم يختلف كثيراً عما يحدث في قطاع غزة، حيث نقلت إسرائيل دفة الصراع من غزة إلى بيروت، وعملت على التصعيد العسكري مع حزب الله خلال اليومين الماضيين من خلال شن هجوم إلكتروني استهدف أجهزة الاتصال التابعة لحزب الله أدت إلى سقوط قتلى وأكثر من 3000 إصابة، ثم شنت غارة جوية بالضاحية الجنوبية استهدفت قيادات وحدة الرضوان أدت إلى مقتل 16 عنصر من حزب الله، إلى أن أطلقت أمس عملية “سهام الشمال” مستهدفة بلدات الواقعة في جنوب لبنان ولا تزال متواصلة حتى الآن.
و نفذت إسرائيل سلسلة غارات على البقاع اللبنانية طالت قرى قضاء بعلبك و شملت النبي الشيت ودورس و شعت و الهرمل.
واليوم جدد الجيش الإسرائيلي تحذيراته إلى سكان القرى اللبنانية، مشيرة إلى أن الغارات مستمرة، وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي افيخاي ادرعي: “ إذا كنتم تتواجدون بالقرب أو داخل مباني لحزب الله أو تلك التي يستخدمها لتخزين الأسلحة عليكم الابتعاد عن تلك المباني لمسافة لا تقل عن كيلومتر أو إلى خارج القرية فورًا.. كل من يتواجد بجوار عناصر حزب الله يعرض نفسه للخطر”.
وأعلن ادرعي في بيان آخر منفصل: “في الساعة الأخيرة قصفت طائرات حربية أهداف لحزب الله في جنوب لبنان شملت منصات صاروخية ومباني عسكرية ومباني تم تخزين وسائل قتالية".
وبدوره، أعلن حزب الله استهداف كريات شمونة بالصواريخ و استهداف قاعدة رامات دافيد بمرج بن عامر كما أن صواريخ من لبنان طالت قاعدة غولاني العسكرية الإسرائيلية في الجليل الأسفل
وفي وقت سابق من صباح اليوم، انطلقت صفات الإنذار مجددا في نهاريا ليتبين لاحقا ً أنها ناتجة عن اعتراض صاروخ فيما سقط صاروخان في البحر.
حزب الله يستهدف مطار مجيدو العسكري الإسرائيلي
وأعلن حزب الله أن مقاتليه قصفوا مطار مجيدو العسكري الإسرائيلي غرب العفولة بصواريخ فادي 1 وفادي 2 كما قصفوا قاعدة ومطار رامات ديفيد بصواريخ فادي 2.
كما استهدف حزب الله مصنع متفجرات بعمق 60 كلم داخل الإسرائيلية، فيما قالت إسرائيل إن أكثر من 50 صاروخا أطلق من لبنان صباح اليوم باتجاه الشمال "وقد تم اعتراض غالبيتها".
وتوسع حزب الله في استهداف قواعد إسرائيلية من مستوطنات الشمال وصولاً إلى طبريا والجولان والعفولة وصفد وحيفا والعديد من مدن ومستوطنات الجبهة الإسرائيلية الداخلية وصولا إلى عمق 120 كيلومتراً عن الحدود مستهدفا مستوطنات في الضفة الغربية إلى الشرق من تل أبيب للمرّة الأولى.
هذه الهجمات الإسرائيلية في لبنان أدت إلى مقتل 492 شخص، بينهم 35 طفلا.
قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت إن الضربات الجوية الإسرائيلية في لبنان دمرت عشرات الآلاف من صواريخ جماعة حزب الله.
إدانات دولية
وأدانت ومصر والسعودية والإمارات والأردن والعديد من الدول، الغارات الجوية الإسرائيلية على لبنان، محذرة من أن هذه الهجمات تزيد من خطر الانزلاق إلى حرب إقليمية شاملة.
هذا، وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عن "قلق بالغ" إزاء التصعيد" والعدد الكبير للضحايا المدنيين" في لبنان.
بدوره، قال جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إن التصعيد بين إسرائيل و حزب الله في لبنان هو تقريبا حرب شاملة. وقال بوريل "الموقف خطير ومقلق للغاية. بوسعي القول إننا أمام حرب شاملة تقريبا".
